إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح لمعة الاعتقاد
282631 مشاهدة print word pdf
line-top
وفاة أبي بكر وعهده بالخلافة إلى عمر رضي الله عنهما

ولما احتضر عهد بالخلافة إلى عمر رضي الله عنه، ورأى فيه الأهلية، ورأى فيه القوة، ورأى فيه القدرة على تدبير الخلافة؛ فكان ذلك أيضا عين المصلحة، فبايعه وبايعه الناس وتمت الخلافة له عشر سنين، وفتح الله تعالى في عهده بلاد الرومِ الشامَ ومصر وكثيرا من البلاد الإفريقية وكذلك العراق وانتشر وتمكن الإسلام في العراق .
وأسست في عهده المدينتان العظيمتان في العراق الكوفة والبصرة وأرسل المعلمين والمرشدين من الصحابة ليفقهوا الناس وليعلموهم القرآن والسنة، وانتشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، ثم سلط الله عليه عبدا مملوكا فارسيا ليس بمسلم يقال له: أبو لؤلؤة فقتله، واتهمه بأنه لم يرفق به، وقال: وسع عدلك الشرق والغرب ولم تعدل في. لما أن أهله طلبوا منه ضريبة يومية فطلب من عمر أن يطلب منهم أن يسامحوه أو يخففوا عنه من ضريبته اليومية، فقال: إنك صناع وقادر على أن تؤدي هذا الضريبة اليومية، فحقد عليه وقتله، وكان ذلك شهادة له رضي الله عنه أن قتل مظلوما شهيدا.

line-bottom