لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
283698 مشاهدة print word pdf
line-top
وفاة أبي بكر وعهده بالخلافة إلى عمر رضي الله عنهما

ولما احتضر عهد بالخلافة إلى عمر رضي الله عنه، ورأى فيه الأهلية، ورأى فيه القوة، ورأى فيه القدرة على تدبير الخلافة؛ فكان ذلك أيضا عين المصلحة، فبايعه وبايعه الناس وتمت الخلافة له عشر سنين، وفتح الله تعالى في عهده بلاد الرومِ الشامَ ومصر وكثيرا من البلاد الإفريقية وكذلك العراق وانتشر وتمكن الإسلام في العراق .
وأسست في عهده المدينتان العظيمتان في العراق الكوفة والبصرة وأرسل المعلمين والمرشدين من الصحابة ليفقهوا الناس وليعلموهم القرآن والسنة، وانتشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، ثم سلط الله عليه عبدا مملوكا فارسيا ليس بمسلم يقال له: أبو لؤلؤة فقتله، واتهمه بأنه لم يرفق به، وقال: وسع عدلك الشرق والغرب ولم تعدل في. لما أن أهله طلبوا منه ضريبة يومية فطلب من عمر أن يطلب منهم أن يسامحوه أو يخففوا عنه من ضريبته اليومية، فقال: إنك صناع وقادر على أن تؤدي هذا الضريبة اليومية، فحقد عليه وقتله، وكان ذلك شهادة له رضي الله عنه أن قتل مظلوما شهيدا.

line-bottom