القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح لمعة الاعتقاد
219518 مشاهدة
وفاة أبي بكر وعهده بالخلافة إلى عمر رضي الله عنهما

ولما احتضر عهد بالخلافة إلى عمر رضي الله عنه، ورأى فيه الأهلية، ورأى فيه القوة، ورأى فيه القدرة على تدبير الخلافة؛ فكان ذلك أيضا عين المصلحة، فبايعه وبايعه الناس وتمت الخلافة له عشر سنين، وفتح الله تعالى في عهده بلاد الرومِ الشامَ ومصر وكثيرا من البلاد الإفريقية وكذلك العراق وانتشر وتمكن الإسلام في العراق .
وأسست في عهده المدينتان العظيمتان في العراق الكوفة والبصرة وأرسل المعلمين والمرشدين من الصحابة ليفقهوا الناس وليعلموهم القرآن والسنة، وانتشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، ثم سلط الله عليه عبدا مملوكا فارسيا ليس بمسلم يقال له: أبو لؤلؤة فقتله، واتهمه بأنه لم يرفق به، وقال: وسع عدلك الشرق والغرب ولم تعدل في. لما أن أهله طلبوا منه ضريبة يومية فطلب من عمر أن يطلب منهم أن يسامحوه أو يخففوا عنه من ضريبته اليومية، فقال: إنك صناع وقادر على أن تؤدي هذا الضريبة اليومية، فحقد عليه وقتله، وكان ذلك شهادة له رضي الله عنه أن قتل مظلوما شهيدا.